"جارى الإتصال "
(مشهد قصصى)
لماذا لا أواجهه.. و أجتث أكاذيبه الناعمة الملساء المنسالة من فمه إلى قلبى ، بخفة و بخفقة منه تخدر كل شعورى ،لا أسمع إلا نغمات صوته العميق ..جرس مفعم بشىء ما ، ينسينى نفسى .. أدور .. وأدور معه .. يطوف بى أنىّ يشاء .. لا سأوقفه عند حدود أرسم معالمها أنا .. نعم سأوا …
- أوف الهاتف مغلق .. لا بأ س بعد قليل .
تدور فى الشقة تتأمل اللوحات .. تداعب نباتات الظل .. الابتسامة تغزو وجهها و هى تتلمس شجرة الدراسينا تحادثها :
- هل تذكرين يوم جاء لزيارتى وتحسست أنامله أهدابك وهمس :
-ما أهدأ منزلك وأروع نباتاتك.
مثلى يحب الزهور ..أسندت رأسها على الجزع الدقيق ..
أعجبه لون منزلى .. ضحكته ذابت وهو يقول :
- بيت أخضر كقلبك... أهو الجنة وأنت ملاكها الجميل ؟
لماذا تتقافز ذكرياته على لحظات غضبى كمن تبحث عن مبرر لفشلى معه ..نعم أجيد إختيار الزهور .. و هو لا يجيد إلا الكلام والتنهدات و نظرات العيون ال …. يالها من عين أقسم أننى أغرق فيها عندما ترمقنى ويعتصرنى صوته المتناغم همسا معها .. ياله من مخادع يعلم متى يكون رجلا ، ومتى يكون ساحرا
يداعب الكلمات فتأتيه طوعا .. يدافع بها حقا وباطلا لقضية واحدة هى نفسه ، يحبنى متى يريد ويزهدنى متى يشاء .. يشتاق أو يتناسى .. ياله من حبيب أملس المشاعر .
- تمسك بالهاتف .. لحظات .. تلقى به فى عنف –
" جارى الأتصال " " جارى الأتصال " .. هل ذهب للوجه الأخر من الكرة الأرضية .. يالى من بلهاء ، حمقاء .. أتوتر لقربه منى .. ولبعده عنى .. لكنه يحبنى نعم أنفاسه تنفرط مرتعشة ، كلما راودنى وهم الابتعاد عنه . لماذا لا أواجهه بدلا من إرسال صوتى إليه..سيلقى بسمته على وجهى, سأصرخ به:
لقد وهبتك الحياه .. نعم حبى حياة .. مغرورة.. لقد اعترف قال :
- أنت عدت بى للحياة من جديد ..بعد جفاف المشاعر ونضب الأحاسيس لسنوات نسيت عددها .. لقاؤنا رىّ بلل سنوات العمر الجافه .. انتفضت عروقى ..جرى الوجد فيها .. نعم أنت ضوء ، بهر الظلام الذى غلفنى ،فاستحى وبعد عنى ..أنت النبع الصافىالذى أنهل منه الحياة .
- نعم .. من أجل هذا يبتعد الأن ..لقد تملك النبع ..أم جف كحبه ؟
كدمية جميلة وضعنى فى صندوق ممتلكاته ..ضن علىّ بالحياة .
-صوت يخترق سمعها –
- أنت واحة حياتى كشجرة اثمرت ووهبت الظل والثمار .
- وحرمتها الود.. - ممسكة بصورته –
- تكلم ..ماذا صرت بحياتك ؟! نقاط حبر جاف فوق ورق رسائل أبيض باهت .. سأنهى كل شىء حتى شوقى إليك .
أمسكت بالهاتف ..تطلب الرقم فى توتر ..
- هذه السيدة الباردة تمزق رغبتى بثلجية عباراتها "جارى الأتصال" .. من فضلك اتصل لاحقا.
- بعد عدة محاولات –
-ألو.. ألو .. حبيبتى أين أنت ؟
- ................................ !!
- غاب هاتفى عن وعيه لم يحرك ساكنا منذ أطربته بحلو حديثك أمس ..هل تدرين عندما رويت زهور البانسيه صباحا ..وددت لو تحولت لنورس يطير ويحط تحت قدميك ليقدم تحية صباح تليق بمن أهيم .. تمنيت لو ............. ألو .. ألو .
( الهاتف غير متاح الأن ... من فضلك كرر الحاولة )
نظر للمحمول بين يديه ...
" جارى الأتصال " ................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق