حالة ود……!!
(* م)
مندفعا رفع على ظهره الحامل الخشبى ..الألوان ..الأوراق ..الفرش، قبض على تسجيل صغير ، ترمس القهوة ، بجرأة ركل الباب بقدميه فتحه و تقدم .
(* ع)
عكفت على طبق الأرز ، تنتقى الحصوات ، تقذفها فى عدم مبالاة فوق الطاولة ، رفعت رأسها ، تنهدت ، عاودت النظر فى الطبق ، بهدوء .. نادت على الخادمة أن تحضر لها المنفضة بجوارها ، رمقته ولم تسأله .
(* ك)
كاد يسقط على وجهه .. ابتسم ببلاهة ..مرتعشة ألفاظه :
- سأذهب لرسم البحر ..الطبيعة .. السمااااء ، هل تأتين معى ؟
- ومن يطبخ لحضرتك ؟! ينظف.. ويخيط ملابسك التى تمزقها كاللأطفال ؟!!
متوددا :
- دعك من هذا ، لقد تعبت ، اتركيها للشغالة ،نامى أو شاهدى التلفزيون ..أو …
(قاطعته) :
- أنام وتذهب أنت للعرايا على الشاطىء ، أشاهد التلفزيون وأترك عينيك تعبثان فى الاجساد الطرية ..لهولاء المائعات اللاتى ترسمهن ،طبيعة !! أى طبيعة ؟!! سأوفر لك أجمل من الطبيعة .
- جذبته إلى داخل مرسمه :
- هنا الطبيعة ..تخيل البحر .
- كيف ؟!!
- ألا تعرف التخيل !! أفضل لك أن يعمل خيالك وإلا ....
- ياحبيبتى لا داعى للتهديد ، أنا فنان ..والله فنان ، وآخر مرة تخيلت فيها رسمت امرأة ...فأصدرت أمرا ألا أتخيل ..هل تذكرين ؟
(* و)
- وجدتها .
صاحت بها ثم أتجهت نحو الشبابيك أغلقتها ، جذبت الستائر الثقيلة ، أظلمت الغرفة ، أشعلت شمعة ، سحبت بعض الزهور المجففة ؛ وضعتها أمامه ، وخزته بعيونها :
- جو شاعرى ...ضحكت حتى لمعت أنيابها ..اقتربت من ذبالة الشمعة الواهنة برز وجهها بظلاله ، حدجها بنظرة طويله
(* س)
- سريالى ...انتفض بعيدا عنها هاتفا ..قالت :
- ( أفندم ) مذا تعنى ؟!
- سأرسم لوحة سريالية ..بل تجريدية ....نظر للحيرة فى عيونها ثم قال :
سترين .. إجلسى ..نعم ..هكذا ..لا .. أرفعى رأسك قليلا ..نعم .. أشمخى بأنفك ..هذا رائع ..يكفى .
- أترسمنى بعد زواج تسع سنوات ..لم تفكر فيها مرة واحدة .
- نعم لقد ألهمتنى الآن .
- ألا أرتدى لك ثوبا أفضل ، أطلق شعرى ؟
-لا ..لا هذا أكثر مما أحتاجه .
ساعة... ساعتان .... وهو يرسم ،، البسمة لا تفارق وجهيهما – فجأة – سألها :
- هل تفضلين اللون البنى الغامق .. أم البنى المحمر .
- لماذا؟!!
(*ﻫ)
هجمت ، نظرت إلى اللوحة ، تراجعت للخلف ، أضاءت الأنوار ، فتحت الشبابيك ، عاودت النظر .......
(كلبشات) رمادية ملطخة باللون الأحمر !!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق