أصباغ
إهداء :
إلى من ملأت قلبها بالحقد.. فلم تنبت شفتيها بسمة حب .
هذا الشيطان يطاردنى … يتسلل لرغباتى .. ، يسرقها لماذا يجلس اليوم بجانبى يشاطرنى الحلم ، المرأة التى بجوارى صديقته تحتمى به ، يصبغها كل يوم بلون ، أحار فى ألوانها ، لم أتمكن يوما من معرفة لونها الحقيقى .
أنظر فى بؤبؤها الحائر ، أركز عليه ، تسيل الاصباغ ، يسعفها برتوش تخفي ارتباكها من وهج عينى ..
تتلمسني فى حيرة ، تتعجب لبرائتى ، طفولتى ، حبى للأشياء البسيطة تحاول نزع ثوبى.. تمزقه .. تخمش جلدى .. ترشف دمى وتبكى ... سألتها يوما :
- فيم بكاؤك ؟!
- أخاف عليك .
- ...............!!
لفت أصابعها حول عنقى .. ضغطت ، فى النزع الأخير قاومتها ، تبكى ، عيونها تتحسس جيدى ، تسألنى :
- من فعل بك هذا ؟!!!
صمتى لم يعد يسعدها .. هربى لم يشبعها لتبتعد عنى ، عاتبتنى يوما :
- كل البشر يعشقون صورتك المترقرقة فوق القمر ، النجم الملاصق لك ما هو إلا ملاك يحميك ، تبتسمين فى كبرياء ، تنظرين فى إغراء ، تأمرين فى إستعلاء .
أجابها صمتى اخبرتنى أمك يوما : أنك تطيلين الوقوف أمام المرآة ، تصبحين بوجه وتمسين بوجه ، ضحكتك لا تصل للقلب .. صوتك فحيح ، دموعك باردة ، عيونك تضيق كعين حية صفراء .. لم أكن يوما لأستطيع الولوج داخلها .
شحبتنى كلمات الأم المرعوبة .. فى الليل وجدت شيطانها يتقرب منى يتسلل لحلمى بالخلاص من قبضتها ، يعلم فشل محاولاته بضمى اليه .. تبحث عن شيطانها ، تقربه منها .. يفر .. وجودها بجواره يزيد اشتعاله ، رأيته مرارا يختبىء منها ، منذ أمسكت ريشته وأصبحت تلون الآخرين ، ارتسم الحزن بعينيه الضيقتين كان يظن أنه الوحيد القادر على تلوينهم ، فقد إصراره على تلوينى مثلها .. صارت تأمره فيكثر من أصباغها.. تبومت ملامحها .. ضاقت عينيها اكثر .. أرهقته .. ألقت به فى سراديبها ، ضل الشبطان الطريق إلا اليها .. اقتربا منى ، الأصباغ تقطر من أظافرهما .. أمرته بإغراقى فى اللون الأصفر .. لا أحمر .. حاولا .. لم يعد بيننا حتى الهواء .. قذفتهما بالمعوذتين .. أحترق هو ، سالت أصابغها ، سقطت .. مجرد مسخ شائه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق