مخادعة

مخادعة
-كم عمرك الآن؟
-لا أدرى فلا أحب لغة الارقام .
- هل تمزحين متى ولدت ؟
-عندما تزوج أبى من أمى .
- متى ؟
-عندما أحبها.. تزوجها.
- سنة كم ؟
- لم أكن قد ولدت .
- كيف تحسبين ميلادك ..أين شهادة ميلادك ؟
- قل لى أنت ..عندما يلتقى السحاب السابح مع أفراحى و أتراحى فتمطر لحظات .. كيف أحسبها ؟ أو عندما تغيب عنى بين ثنايا صمتك و أعمدة الهروب ، فيضيع منى العمر اختباء ولا أستطيع العثور عليه ..كيف أحسبه ؟!
- كما حسبوها لك عند دخولك المدرسة .
- مدارسك التى تعلمت فيها لم تطلب مسوغات لقبولى ..دفء عينيك ولحظات التهامى وذوبانى ..لم تسألنى عن عمرى .
- فلسفة جيده.. ألا تعترفى بسنك .. نظرية جديدة تمد العمر بالرغبة فى الحياة ..تلتقط الأيام السعيدة وتشربها ..فتنمو الابتسامات وتشرق النضارة ..لكن كيف أتزوجك و أنا لا أعرف عمرك ؟
- قد يكون عمرى ألف عام .. أو يوما .. ما الذى يهم ..هل تحال المرأة إلى معاش مشاعر الرجل حين تكبر ؟!
- توظفين براءة ملامحك لتهربى من عمرك !!
- كيف؟!  حين تبتعد عنى تتجعد أيامى .. و يصير عمرى ألف عمر .. يلف جسدى الهم ..ويلقينى فى غياهب الانتظار ..يتغضن وجهى بلون الألم ..ينبض قلبى الخوف حين تسقط الابتسامات جافة يفركها الهجر و ينثرها فوق العمر الشائخ .
بمكر نظر إليها وبنصف إبتسامه نطق :
- إذا أنت تعفيننى من هدية ميلادك الثمينة التى أعددتها .
 و ضع العلبة بجواره و أنتظر ……بدلال همست :
- إن كنت مصرا .. فهو فى نوفمبر الحالى وتحديدا غدا السادس والعشرون..مدت يدها التقطت الهدية ..أدارت ظهرها و هى تتأمل العقد الجميل ..تلفه حول جيدها ..محدثه نفسها :
-         أهو من الذهب الخالص ؟! كم ثمنه ياترى؟؟؟؟
نوفمبر ٢۰۰۱                                                  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق