حبات من عقد الفل
أقف أمام مشاعرى عارية، أمارس رقصة الكوبرا الفرعونية، التف حول رغباتى ، أغرس فيها أنيابى ، تتلبسنى الأفعى لحظات .. أنجو منها بمزيد من تكبيرات الخوف .. مدد يا رفاعى ، ينقذنى رفاعى ،يرفعنى فوق علامات الأسى و الحزن فى سيارته الحمراء اللامعه ذات الزجاج الأسود ،أرى الجميع من داخلها،ولا يرانى أحد ، يهدينى عقدا من فل ، يصحبنى معه لمطاعم أولى العزم من رجال المال ،ينثر بذخه فوق موائدهم ، أشتهى طعامهم .. أهم ..تلتهمنى عيون الجوعى ،تطل من صحونهم ، تبحلق فى ، تمد أزرعها لحلقى تنتزع بلعومى،أحاول الصراخ ،تتجاذبنى الأيدى ،تخمش جلدى الوردى الناعم ،يمزقون ثيابى ..يضحك رفاعى ، تتكور ضحكته فى بؤبؤ عينيه ،ينفجر .. ينفجر كل من فى المكان ،اركض ..أحبو فوق درجات السلم ..ألهث ..يتراقص تحتى .
أدفع باب الحانة بجسدى من بين سحابات رمادية ،أرى رجالا يابسة فوق المقاعد . هززتهم ،تناثروا،تفتتوا ولم تزل نظراتهم جامدة ..أنشق المكان عن العراء : جماجم و بقايا من أحذية التتار ..كلما جريت تكورت الأرض تحتى ،لا أعرف من أين بدأت ؟.. كيف جئت ؟..هناك حيث الضوء قطرات ترسلها السماء بطم الملح ،لكنها تروى ظمأ الرمال ..تحولت الأرض لرحى تراقصنى رقصة سالومى .. صرخاتى تعلو :
_ من أبيع ؟!!
أتلمس عقد الفل مازال يعانق جيدى ..أصرخ ..أشق صمت الليل الحزين ..تهرع أمى تشعل الشموع تضمنى لصدرها ..تهمس .
_ لعله حلم ،صوت المدافع أخافك ،لون الموت حولنا أرعبك ..مجرد كابوس ..نامى ،تسكب على آيات الله ..تريح ظهرى ..تفتح قبضة يدى ..يتساقط منها حبات من عقد الفل ..أبحلق فيها ..أحاول الفهم ..أحاول النطق ..يرف قلبى كورقة ترشف الريح السكرى ..مرتعشةعلى أوتاره التى مزقت صمتى :أيكون حلما يا أمى ؟!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق