كوز ذرة...

كوز ذرة...

طاف و طاف.. جمع الأضواء المتلألئة فى عينيه.. اقترب من"الفاترينة" , بهته السعر , حاور نفسه.. أقنعها :
- يكفى قميص مع البنطلون القديم , لا داعى للبذلة .
عاد ثانية يطوى الطرقات يقفز فوق أرصفتها.. وصل العتبة.. هى الأرخص دائما هتفت ملامح الرضا على وجهه:
- قميص مقلم لو سمحت قلم أزرق فى أبيض.
تذكر ولده الصغير.. يرتدى فانلتين صيفيتين.. هو لا يملك " بلوفر" ثقيلا , زوجته قلبت التنورة على الوجه الآخر حتى تدارى زوال اللون, كومت يداه القميص , أعاده للبائع , شيعته عيناه و هو يخرج و الفكرة تتقافز فخراً فى رأسه.. سيدخل عليهما بما يحلمان به منذ شهور.. ستفاجأ زوجته بقماش الفستان الجديد.. تستطيع تفصيله فهى ماهرة.. سيتباهى الولد " بالبلوفر" الجديد.
تسللت رائحة الذرة المشوية إلى أنفه , إنكمشت يده داخل جيبه , باقٍ خمسون قرشا , تذكرة الأتوبيس بربع جنيه.. الذرة بخمسين قرشا , تسمرت قدماه أمام القصعة الملتهبة و طقطقات الذرة تناديه.. ضم الأكياس إلى صدره , و هو يقضم الذرة الساخنة.. يتمشى عائدا للبيت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق